اخي الذي ابتعد بجسده ، إلا أن روحه ... إلا انني ما زلت اشعر بروحه ... دنوت ببصري نحوالسماء وقد غزا الصمت القلوب ، والقمر قد سكب الدموع ... وأضحى الكون مزرعة اللئام .

نعم ، فقد رحل عن الدنا حمام الأخوة والرحمة والسلام  فذكرة بالروح قد عبق ، والقلوب بقربه قد تبتسم طربا ... كلماته كأنها شهد ، وإذا بكى ... كان بكاؤه رغدا ...

أخي ... إن روحي مع الأصيل تشكو الفراق وتشكو الرحيل ... وزفراتي تحطم سكون ليلك، قد طال عمره .

 نظرت إلى النجوم ففهمت ما يجول ، فهتفت تجيب إن اللقاء قريب ... نعم إن اللقاء قريب ... فنفث القلب آهته تبكي الحجر .. أين أحباب كنت أعيش بقربهم ويجمل السهر؟ فالسرور من بعدهم قد اندثر ... والدمع من بعدهم قد سال مسرعا يجري انهرا ...

فهتف القلب ثانية ، يبث في الروح اشجان السحر ، فسيبقى يضيء طريق ذاك القمر ، لانه نهر يجري في العروق... وشجرة زرعت في القلوب .